صورة وخبر

اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني: التعليم نحو المستقبل – الأردن 2030 – جامعة الطفيلة التقنية بالتشارك مع مؤسسة سيبال للدراسات والاستشارات 

برعاية دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة الأكرم، وسيادة الشريفة نوفة بنت ناصر المُكرمة، اختُتمت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الثاني “التعليم نحو المستقبل – الأردن 2030″، الذي نظمته الجامعة بالتعاون مع مؤسسة سيبال للدراسات والاستشارات، بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء التربويين والأكاديميين من الأردن وعدد من الدول العربية، وذلك في إطار السعي لوضع تصور وطني مستقبلي شامل للنهوض بقطاع التعليم.

انطلقت أعمال المؤتمر بندوة علمية يوم الخميس 20 أيار، واستمرت على مدى ثلاثة أيام متضمنة جلسات علمية متخصصة، وعروضًا بحثية ونقاشات ثرية حول تحديات التعليم وفرص تطويره، بما ينسجم مع متطلبات رؤية التحديث الاقتصادي 2030، وأهداف التنمية المستدامة.
تناول المؤتمر أربعة محاور رئيسية: الطفولة المبكرة، التعليم الأساسي والثانوي، التعليم الجامعي والتقني والمهني، دور الريادة والإبداع في تعزيز جودة التعليم، وركّزت أوراق العمل والحوارات على أهمية ربط مخرجات التعليم بسوق العمل، وإعداد أجيال قادرة على التفاعل مع المتغيرات المتسارعة في عالم المعرفة والتكنولوجيا.
سلّط المؤتمر الضوء على مجموعة من التحديات التي تواجه النظام التعليمي في الأردن، ومنها:
• ضعف ترتيب الأردن في مؤشرات المعرفة والابتكار وريادة الأعمال.
• الحاجة إلى تنمية بيئة داعمة للشركات الناشئة والمبادرات الشبابية.
• التحدي الديمغرافي بدخول أكثر من مليون شاب وشابة إلى سوق العمل في السنوات القادمة.
• محدودية الموارد المالية واعتماد التعليم على التمويل الداخلي والخارجي.
• الحاجة الملحة لتحديث التشريعات والمنظومة الإدارية في قطاع التعليم.
• التأثيرات الجيوسياسية والإقليمية على استقرار المؤسسات التعليمية.
• اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي
قدم المؤتمر تصورات واستراتيجيات للتعامل مع التحديات وتحقيق نقلة نوعية في التعليم، أهمها:
• تطوير قدرات المعلمين والإداريين على مفاهيم الريادة والابتكار والتكنولوجيا.
• بناء كوادر متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة والاقتصاد الرقمي.
• تحويل الجامعات إلى مراكز إنتاج معرفي ومسرّعات أعمال، عبر تبنّي المشاريع الطلابية وإنشاء مراكز تميز وحاضنات أعمال.
• تعزيز مفهوم “جامعات الصناعة”، وتوسيع نطاق الشراكة مع قطاع الإنتاج.
• دمج مفاهيم الملكية الفكرية وحقوق الابتكار في المناهج التعليمية.
• تعزيز التكامل بين التعليم الأكاديمي والتقني من خلال مسارات مزدوجة ومفتوحة.
خرج المؤتمر بجملة من التوصيات الجوهرية لتحديث وتطوير المنظومة التعليمية في الأردن، أبرزها:
• تقدير جهود الجهات المنظمة: تثمين الجهود الكبيرة التي بذلتها جامعة الطفيلة التقنية ومؤسسة سيبال في تنظيم مؤتمر نوعي يعكس التزامًا وطنيًا عميقًا بقضايا التعليم.
• تطوير المناهج الدراسية: التأكيد على ضرورة تحديث المناهج التعليمية في جميع المراحل لتواكب مهارات القرن الحادي والعشرين، وبخاصة في مجالات التفكير النقدي، والتحليل، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي، والعمل الجماعي، والتعلم القائم على المشاريع (PBL).
• التحول الرقمي الشامل: اعتماد التكنولوجيا كأداة رئيسية في التعليم وتدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي والتعليم التفاعلي.
• إعادة النظر في إعداد المعلمين: تحسين برامج إعداد وتأهيل المعلمين، وتوفير بيئة محفّزة لمهنتهم على المستويين المهني والاجتماعي.
• تحقيق العدالة التعليمية: ضمان وصول التعليم الجيد والمنصف للجميع، مع إيلاء اهتمام خاص لذوي الاحتياجات الخاصة والمناطق النائية.
• دعم البحث العلمي التطبيقي: توجيه الجهود البحثية لحل القضايا الوطنية، وربط البحث العلمي بالاحتياجات التنموية.
• تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص: لضمان مواءمة المهارات المكتسبة في التعليم مع متطلبات سوق العمل.
• إطلاق حوارات وطنية تشاركية: لإشراك جميع أصحاب العلاقة في صياغة السياسات التعليمية الجديدة.
• الاستثمار في رأس المال البشري: تدريب وتأهيل الكوادر التعليمية والإدارية لتكون قادرة على قيادة التغيير.
• وضع “استراتيجية وطنية للتعليم 2030”: تُشكّل إطارًا شاملاً لتوحيد الجهود والسياسات التعليمية وفق رؤية الأردن المستقبلية.
مرتكزات الرؤية الاستراتيجية
• الانتقال من التعليم التقليدي إلى اقتصاد المعرفة.
• تمكين التعليم المهني والتقني ورفع صورته المجتمعية.
• تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات التعليم والابتكار.
• الحوكمة الرشيدة للمؤسسات التعليمية واعتماد الجودة والشفافية.
• تفعيل التعلم القائم على المشاريع وتعزيز الابتكار داخل البيئة الصفية.
أوصى المشاركون بإطلاق “الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2030” كإطار عمل وطني شامل ومتكامل، وتعزيز التعاون الدولي لنقل المعرفة وبناء شراكات تعليمية منتجة ومستدامة.
أعرب المشاركون في المؤتمر عن قناعتهم الراسخة بأن التعليم يشكل حجر الأساس في نهضة الأردن، ودعوا إلى مواصلة الجهود الوطنية الحثيثة نحو إعداد جيل مبدع ومستنير، قادر على التعامل مع المتغيرات العالمية بثقة، وصياغة مستقبل مشرق لوطنه.
كما عبّر المؤتمر عن شكره وتقديره للدولة الأردنية على استضافتها الكريمة ودعمها المتواصل لمسيرة التعليم، باعتباره الاستثمار الأسمى في الإنسان والمجتمع.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى