Local NewsUni News
Trending

جامعة الطفيلة التقنية في ذكرى التأسيس و مئوية الدولة بقلم : الأستاذ الدكتور محمد خير الحوراني -رئيس الجامعة

بقلم : الأستاذ الدكتور محمدخير الحوراني  :رئيس جامعة الطفيلة التقنية

تصادف في السابع عشر من الشهر الجاري  الذكرى السادسة عشرة لتأسيس جامعة الطفيلة التقنية  و  لعله من يمن الطالع أن  يتزامن احتفائنا بهذه المناسبة الغالية  على قلوب جميع  أبناء  محافظة  الطفيلة  هذا العام   مع بداية احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بمرور مئة عام على تأسيسها و  هي  تستشرف آفاق المستقبل للولوج إلى المئوية الثانية من عمرها المديد.  و هنا نستذكر تأسيس أول جامعة تقنية في المملكة على يد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ألا و هي جامعة الطفيلة التقنية ، تلك الجامعة  الفتية الصاعدة كنجم دري في سماء المعرفة و العلم و الريادة و الابتكار و الابداع.

     و  تمثل جامعة الطفيلة التقنية قصة نجاح واصرار الإنسان الأردني على النجاح  والصمود في وجه شتى أنواع التحديات، تقف قبالة آثار الأدوميين الجبابرة لتجدد تحدي الانسان الأردني للصعاب،  وهي جامعة تقنية  تحرص على أن يكون لها من اسمها نصيب فثلاثة أرباع برامجها تقريباً على مستوى درجة البكالوريوس و الماجستير  برامج  تقنية جاذبة مطلوبة في سوق العمل وفيها من المزايا ما  لا يجتمع لجامعة أخرى فجامعة الطفيلة التقنية جامعة تقنية حديثة تعتد بأنها الجامعة التقنية الأولى التي اسست في عهد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .

و تعتد جامعة الطفيلة التقنية بتنوع برامجها فهي تمنح شهادة الدبلوم المتوسط ودرجة البكالوريوس وشهادة الدبلوم العالي ودرجة الماجستير .

و تفخر جامعة الطفيلة التقنية بأعضاء هيئة التدريس فيها وكفائتهم وأنهم خريجو جامعات عالمية عريقة وتلون خبراتهم بين دول شرقية وغربية.

و تعتز جامعة الطفيلة التقنية أن جميع تخصصاتها معتمدة اعتماداً عاماً وخاصا من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في الأردن. وانها دخلت منذ العام الماضي معترك الجودة والاعتماد المحلي والعالمي.

و تعتز جامعة الطفيلة التقنية بقدرتها الفائقة على التطور ففي أخر سنتين افتتحت فيها كلية جديدة هي كلية تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات  وأحد عشر تخصصاً جديداً تقنياً غير مكرر ويجد رواجاً في سوق العمل وهي درجة من النمو لم تتحقق لجامعة أخرى  بعد خمسة عشر عاماً من التأسيس.

و تعتز جامعة الطفيلة التقنية أنها جامعة محورها الطالب Student-centered University . وأنها جامعة تستثمر في طلبتها وأنهم غدها بل غد الوطن المشرق ورافعة نموه وتطوره ولا تدخر وسعاً في دعم مبادراتهم وكل ما من شأنه أن يصقل شخصياتهم.

 و تعيش جامعة الطفيلة التقنية حالة ثورة بيضاء على كافة الصعد وتنظر بطموح وامل إلى ذلك السديم الهائل من ثورة المعلومات والاتصالات وأجيال من التقنيات لم يعرفها الجنس البشري في العهود السابقة ولكنها في ذات الوقت تبقي عيناً على تاريخ وقيم أمة قادت الأمم لفترة من الزمن ورسخت قيماً انسانية نبيلة لربما تكون أحوج ما تحتاج إليه البشرية هذه الأيام في عالم مضطرب أظهر الإنسان أقسى ما لديه تجاه  أخيه الإنسان والبيئة التي يعيش فيها.

       و منذ تأسيسها قبل ستة عشر عاماً وجامعة الطفيلة التقنية تجدد التزامها بالتميز بالتعليم التقني والبحث التطبيقي المتميز والتشبيك مع المجتمع وخدمته على اكمل وجه. وتحاول جاهدة أن تغير وجه المنطقة التي اسست فيها كجامعة رسمية غير ربحية وجدت لتحقق التنمية المستدامة وتحقق تقدماً ملموساً في التعليم التقني على صعيد المجتمع المحلي والأردني بل والعالمي وأن تقود التعليم التقني والبحث التطبيقي لما فيه خدمة الوطن والمحيط العربي على أقل تقدير بما تغرسه في خريجيها من علم  و مهارات وقيم و مبادئ. وتسعى جامعة الطفيلة التقنية أن تلهم أجيالا من خريجيها أن الانسان هو معول التغيير وهو أداة الولوج إلى فضاءات من العلم والمعرفة والتقدم في عالم يزداد تعقيداً كل يوم، تتسارع فيه الأفكار ويتنامى فيه التطور التقني بشكل غير مسبوق وتقف العديد من الأسئلة حائرة برسم الاجابة.

 إن الكفاءة والتنوع والعمق لدى أعضاء هيئة التدريس لدينا هو ما نعده ذخيرتنا للطموح لولوج فضاءات المعرفة ومعارج الارتقاء الأكاديمي والابتكار والابداع ونعد ذلك ركيزة اساسية للتقدم والتطور والنهضة الشاملة. وتعتد جامعة الطفيلة التقنية بأن بنيتها الأساسية وقت التأسيس استندت الى عدد من أساتذتها من خريجي جامعات عريقة من دول اوروبا الشرقية وابتعثت منذ بداية مشوارها العديد من المبتعثين لنيل درجة الدكتوراة إلى دول اوروبا الغربية وأميركا فأوجدت بين جنباتها مزيجا فريداً من اعضاء هيئة التدريس الذين يمزجون ما بين المدرستين الشرقية والغربية الأولى بتركيزها على التدريب والجانب العملي والثانية بتركيزها على الجانب النظري وهؤلاء بتكامل خبراتهم يقودون جامعتهم وطلبتهم في رحلة تعلم فريدة تجمع بين مكتسبات المدرستين. وهذه الثلة من الأخيار من أعضاء هيئة التدريس هي ما نراهن عليهم أن يسلك بطلبة جامعتنا أفضل الطرق ليزودهم بالمعلومة النظرية والمهارة العملية المبصرة التي تستند الى اسس نظرية عميقة وفلسفة تقنية رصينة.

 وتضع جامعة الطفيلة التقنية نصب عينيها وفي مقدمة أولوياتها أن تكون جامعة جاذبة للطلبة المتميزين أنهم هم كنز الجامعة الحقيقي وهم جوهر نشاطها وهم سفرائها إلى المستقبل. كما تحرص جامعة الطفيلة التقنية على تنوع الجسم الطلابي فيها  فبتنوع الجسم الطلابي ترسيخ للقيم الانسانية التي تؤمن الجامعة بتجذيرها وترسيخها فقبول الآخر على سبيل  المثال لا الحصر لا يمكن أن تتجذر كقيمة انسانية الا في فضاء طلابي منوع. وتعرف جامعة الطفيلة التقنية عمق رسالتها وأهميتها ومسؤوليتها في اعداد جيل يذيب الحواجز العرقية والدينية والنوع الاجتماعي التي تكبل المجتمعات وتحجم الفرص وكل ذلك لا يتم الا من خلال تعليم رائد ومتميز داخل غرفة الصف وخارجها. وتعي جامعة الطفيلة التقنية مسؤوليتها في اعداد جيل يقبل على التعلم وتغرس فيه روح الابداع والتفكير الايجابي الناقد والتعلم المستمر طيلة الحياة وخصوصاً في هذا العصر الذي تتطور فيه العلوم بشكل مذهل. وليكون خريجوها مواطنين صالحين مسؤولين يقدرون العلم والابداع والتجديد ويعون أهمية العلم والمعرفة ويسهمون في تطور المجتمع وتفهم ثقافته بل وثقافة الأخرين الذين يشاركوننا العيش في هذا العالم.

 وعلى صعيد آخر تعتد جامعة الطفيلة التقنية بوجودها في احدى محافظات الجنوب وهي المحافظات الغنية بثرواتها الطبيعية وكنوزها السياحية وهي المحافظات الأحوج  للتنمية على كافة الصعد لكبح جماح الهجرة من هذه المحافظة إلى العاصمة عمان. وترى الجامعة أنها بتوفير فرص التعليم لأبناء الطفيلة وبما يحتاج إليه طلبتها والعاملون فيها من مرافق وبضائع وخدمات تمثل منطقة تنموية بامتياز تدعم الحركة التجارية والثقافية والاجتماعية في المحافظة. كما أن الجامعة ترى في مخزونها من الموارد البشرية ما يمكنها من توفير فرص التدريب لأبناء المحافظة ويساهم في حل مشكلة البطالة . وتلتقط جامعة الطفيلة التقنية اشارات من وزارة العمل بناء على توجيهات ملكية سامية  لتقوم بتدريب متدربين من المجتمع المحلي وتحلم بأن يكون لها مشروعها الخاص في تدريب طلبتها وأبناء المجتمع المحلي في برامج ومبادرات لإعدادهم أو اعادة تأهيلهم لسوق العمل.

 واستحدثت جامعة الطفيلة التقنية مركزاً متخصصاً للدراسات التنموية في محافظة الطفيلة يجمع شتات دراسات عملت سابقاً ويفتح الباب ويؤطر لدراسات في الحاضر والمستقبل، ويفتح المركز ذراعيه لكل مبدع ومؤرخ و باحث  من المجتمع المحلي يهتم بالطفيلة من حيث الاعتبارات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و و الفكرية و نحلم أن يكون هذا المركز قبلة الباحثين عن الطفيلة موطن حضارة منذ الأدوميين والمهتمين بها وبإنسانها المنتمي لوطنه والمتجذر في أرضه.

 وتتلهف جامعة الطفيلة التقنية أن يكون لها دور ريادي في التشبيك مع القطاع الصناعي وبشكل خاص بما يدعم التنمية في محافظة الطفيلة وكانت أول مؤسسة  رسمية تتجه صوب مدينة الطفيلة الصناعية وتوقع مذكرة تفاهم مع شركة المدن الصناعية والتفاهمات مستمرة أن يكون لها موطأ  قدم بلفتة كريمة من ادارة شركة المدن الصناعية وأن تكون في موقع الحدث تتحسس هموم المستثمرين وتحاول حلها بما لديها من خبرات بشرية وما لديها من مختبرات ومشاغل هندسية متقدمة. ولا تمتن الجامعة على مجتمعها فهي إنما تقوم بواجبها كجامعة رسمية تملكها الدولة الأردنية.

 وتنظر جامعة الطفيلة التقنية الى ذاتها، مصادرها المالية وتحاول تعظيمها كما تحاول أن ترسم لنفسها سياسة مالية حصيفة لتقليص نفقاتها وترسم موازنتها رسماً دقيقاً يرتكز على اجتراح أفضل أداء بأقل التكاليف والنهوض بالجامعة وتخصيب مواردها وأن يكون رائدها فيما تنفق أن يكون الانفاق الذي يستجر العوائد والريوع في شتى المجالات.

 و لجامعة الطفيلة التقنية  خططها طويلة الأجل وقصيرة الأجل التي تعكس طموحها وعزمها الأكيد على التقدم والتطور ، طموحا لا يعرف الرجوع الى الوراء وتراجع هذه الخطط بين فترة وأخرى لتأكيد ذاتها كمؤسسة متقدمة للتعليم العالي ، ولتشكل قيمة مضافة للتعليم العالي في وطننا الحبيب.

 ولقد أثبتت جامعة الطفيلة التقنية أنها قصة نجاح خلال عقد ونصف من الزمن بالرغم من بعض الظروف التي رافقت مسيرتها إلا أنها ولله الحمد وبفضل الله ورحمته ورعاية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم تسير إلى غدها المشرق الزاهر بهمة وثبات.

Show More
Back to top button